مصطفى حسني: “فكّر” كثيرا في أنواع الأصحاب قبل أن تصاحب

جدة – كل الناس:

%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%81%d9%89-%d8%ad%d8%b3%d9%86%d9%8a

 

في سورة الفرقان تصوير حقيقي لندامة الإنسان يوم القيامة على صحبته في الدنيا فقد صاحب من أغواه بالمعصية وباعد بينه وبين الطاعة يقول تعالى: “ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا”.

لأن صاحب السوء يؤدي بمن صحبه للندامة و لأن الصاحب ساحب فقد خصص الداعية مصطفى حسني حلقة هامة من برنامج التفكيري والإبداعي “فكّر” عن (أنواع الأصحاب) ينطلق فيها متحدثا بشكل مباشر عن ثلاثة أنواع من الأصحاب:

الأول هو الموافق وهو من يحاول أن ينال رضاك وقد يقرّك على الخطأ والمنكر حتى لا يعكّر الصحبة فليس لك حاجة في صديق ضعيف الشخصية إلى هذا الحد. وإن هذا النوع من الأصحاب يذكّرنا بمقولة للكاتب الأميريكي مارك توين: “لا حاجة لي بصديق يتغير عندما أتغير ، ويهز رأسه عندما أهز رأسي ، ظلي يفعل ذلك بشكل أفضل”.

يقف النوع الثاني من الأصحاب على الطرف النقيض من النوع الأول فهو شخص قوي على حسابك، ويتلذذ بانتقادك وتجريحك وتسفيه آرائك، والسخرية من طموحاتك.

يأتي أخيرا النوع الوسط والأفضل من الأصحاب وهو من كان صادقاً معك ونبهك على زلاتك وليس الذي وافقك على ما تفعل، ولكنه في الوقت نفسه فعل ذلك بإشفاق ورحمة وحكمة.

هو يعلم أنك بشر خطاء لكنه يعلم أيضا أنه بشر خطاء بالمثل، وهو حريص على نصحك لكنه يفعل ذلك بالرفق واللين كما قال الفاروق عمر – رضي الله عنه – : “رحم الله امرءا أهدى إليّ عيوبي” وكأنه يغلفها بطريقة جميلة ولطيفة.

هذا الصديق يهتم أن تكون بخير وأن تتصرف بشكل صحيح لكنه لا ينصّب نفسه وصياً عليك بل يحرص على أن يكون الموضوع مشاركة وتواصٍ بالحق والصبر كما قال الله تعالى: “ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة”.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى