تقرير : أين تقف “السياحة الحلال” عالمياً ؟

كشفت دراسة حديثة أن عدد السياح المسلمين بلغ 117 مليون سائح عام 2015، أي ما يُمثل 10% من اقتصاد السياحة بالكامل. ومن المتوقع نمو عدد السياح المسلمين ليصل إلى 168 مليوناً بحلول عام 2020، مما يشكل 11% من هذه السوق، بقيمة سوقية من المتوقع أن تتجاوز 200 مليار دولار.
 
ورغم هذه النسبة الكبيرة من السياح المسلمين، ورغم أن متطلبات السياحة الحلال لا تمثل صعوبة أو تعقيدًا، إلا أن هناك نقصا كبيرا في الفنادق التي تقدم معايير السياحة الحلال في جميع الوجهات السياحية تقريبًا، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط والدول الإسلامية.
 
اليابان والسياحة الحلال
 
تهدف الحكومة اليابانية إلى جذب المزيد من السياح المسلمين من الشرق الأوسط، إذ قامت العام الماضي بتخفيف القيود على تأشيرات المواطنين من عدة دول إقليمية تشمل الإمارات والأردن، وصار بإمكان الإماراتيين الحصول على تأشيرة متعددة الدخول وسارية لمدة ثلاثة أيام إلى اليابان، وتم إعفاء الأردنيين من رسوم التأشيرات.
 
وإلى جانب الشرق الأوسط فإن هناك عددا متزايدا من السياح من البلدان المسلمة في شرق آسيا مثل إندونيسيا وماليزيا، ووفقًا لمنظمة السياحة الوطنية اليابانية، ارتفع عدد السياح الإندونيسيين إلى اليابان من 63,6 ألف زائر عام 2009 إلى 136,7 ألف زائر عام 2013، كما تضاعف عدد السياح الماليزيين إلى اليابان من 89,5 ألف زائر عام 2009 إلى 176,5 ألف زائر عام 2014، في حين لم يزر اليابان من الشرق الأوسط  عام 2014 سوى 59,9 ألف زائر، بما في ذلك 14,8 ألف  من دول الخليج.
 
وتركز اليابان على تعزيز أعداد السياح، وتهدف إلى الاستفادة من دورة الألعاب الأولمبية عام 2020 لجذب مليون سائح مسلم سنويًا، وهو ما يمثل نحو 4% من إجمالي عدد السياح اليوم، ومن المتوقع أن يبلغ النمو السنوي 18.7% بحلول عام 2020.
 
كما بدأت اليابان تقديم تأشيرة دخول مسبقة للسياح الإندونيسيين والماليزيين والتايلانديين، من أجل تقديم خدمة أفضل لحوالي 65% من السياح المسلمين الذين يأتون من جنوب شرق آسيا.
 
وتحرص اليابان على تقديم المزيد من الخدمات والمرافق الحلال، حيث ارتفعت درجة اليابان في المؤشر العالمي للسياحة الإسلامية من 3.9 من 10 عام 2013 إلى 4.5 درجة عام 2014.
 
ويعكس هذا الاتجاه حرص شركة ” TFK” المتخصصة في تقديم خدمات التموين لخطوط الطيران في طوكيو على  مزيد من الاستثمارات مؤخرًا لتطوير المرافق في مطار ناريتا الدولي، لتقديم وجبات حلال على متن الطائرات.
 
كما تم إطلاق تطبيق “Halalmind” لمساعدة المسلمين على تحديد المنتجات الحلال في اليابان، وهناك شركات مُخصصة لتقديم رحلات تستهدف السياح المسلمين.
 
وجهات سياحة حلال حول العالم
 
هناك العديد من وجهات السياحة الحلال في العالم، وفيما يلي أفضل 10 وجهات للسياحة الحلال حول العالم:
 
1- البوسنة والهرسك: تحتل هذه الدولة المرتبة الأولى كأفضل وجهة للسياحة الحلال، فأكثر من 50% من سكانها من المسلمين، مما يعني أن هناك الكثير من الخيارات التي تتوافر للسياح المسلمين الحريصين على السياحة الحلال، ما بين رؤية المعمار الرائع في سراييفو، والمواقع الخلابة في موستار، والمساجد في بيهاتش، إضافة إلى مواقع التزلج والشلالات.
 
2- سنغافورة: تعد بمثابة كنز من الطعام والتسوق والترفيه للزوار المسلمين، إذ يشكل المسلمون نحو 15% من سكانها، وتحتوي على الكثير من المطاعم الحاصلة على شهادة الذبح الحلال، وأكثر من 70 مسجدًا، وغابات استوائية وحدائق نباتية لمحبي الطبيعة، وآلاف المتاجر لعشاق التسوق.
 
3- جنوب أفريقيا: هي أفضل ثالث وجهة سياحية حلال في العالم، إذ تتضمن مجموعة واسعة من المرافق الحلال بما في ذلك المطاعم والمساجد، إضافة إلى عدد من مواقع الجذب السياحي مثل ثاني أعلى شلال في العالم، وثالث أكبر وادي في العالم.
 
4- سيريلانكا: تتسم بعدد كبير من السكان المسلمين مما يعني توافر الكثير من المطاعم الحلال، كما تحتوي على الكثير من المطاعم على جانب الطريق التي يمتلكها مسلمون، والتي تقدم مأكولات محلية بأسعار جيدة، وبها شواطئ ذات مياه زرقاء صافية، وجبال لمحبي المغامرة.
 
5- جولد كوست: هي مدينة ساحلية تقع شرق أستراليا، وتعد واحدة من أكبر مناطق الجذب السياحي في أستراليا، وبدأت كوجهة سياحية صغيرة لكنها تستضيف الآن أكثر من عشرة ملايين سائح، وهي مدينة مزودة بكافة المرافق من شواطئ ومتنزهات، وغرف للصلاة للزوار المسلمين، ومطاعم حلال، وسوف يجد بها الزوار المسلمون خلال شهر رمضان حفل إفطار وسحور وأنشطة ليلية.
 
6- دلهي: الإسلام هو ثاني أكبر ديانة في الهند التي يسكن بها أكثر من 138 مليون مسلم، وتحتوي مدينة دلهي على ثاني أكبر تجمع للمسلمين في الهند، مما يجعلها تشتهر بالطعام الحلال، إضافة إلى احتوائها على عدد من المواقع التاريخية والمتاحف والمعابد القديمة.
 
7- لندن: تشتهر المدينة بكونها وجهة لسياح الخليج خلال أشهر الصيف، لذلك فقد اهتمت الفنادق في السنوات الأخيرة بإدخال العديد من الخدمات للزوار المسلمين، بما في ذلك موظفون يتحدثون بالعربية، قوائم طعام حلال، غرف للصلاة، ويعد المسلمون أحد أكبر وأهم الأقليات الدينية في لندن، ويعيش 40% من السكان المسلمين في إنجلترا بهذه المدينة، مما يعني وجود الكثير من المساجد والمطاعم الحلال.
 
8- بانكوك: سوف يجد السياح المسلمون العديد من المطاعم الحلال والمساجد في العاصمة التايلاندية، إضافة إلى مئات مناطق الجذب السياحي.
 
9- ميونيخ: احتلت المدينة الألمانية المركز الأول كأكثر مدينة ملائمة للعيش عام 2010، ويعيش بها أكثر من أربعة ملايين مسلم، وبالتالي يتوافر بها مطاعم حلال ومساجد، بالإضافة إلى أماكن سياحية تراعي الثقافة الإسلامية، كما أن بها مجموعة من المتاحف والمعارض الفنية.
 
10- فيينا: يعيش في النمسا نحو 8.4 مليون مسلم، مما يجعلها موطنًا للعديد من المساجد وأماكن الجذب السياحي الإسلامية مثل مركز فيينا الإسلامي، والمركز الثقافي الإسلامي التركي.
 
أرقام  وإحصاءات بالدول
 
أشار تقرير أصدرته “تومسون رويترز” في عام 2014 إلى أن قيمة قطاع الأغذية وأسلوب الحياة الحلال في العالم تُقدر بنحو 1.8 تريليون دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 2.6 تريليون دولار بحلول العام 2020.
 
كما أشار تقرير آخر أصدرته حكومة دبي تم إعداده من قبل “تومسون رويترز” وبالشراكة مع “دينار ستاندرد”، أن قطاع السياحة الحلال يمثل 11.6% من حجم الإنفاق السياحي على مستوى العالم، مع توقعات بارتفاع قيمته إلى 238 مليار دولار بحلول عام 2019.
 
وأشارت الإحصاءات إلى أن المسلمين يشكلون حاليًا 23% من سكان العالم، ومن المتوقع زيادة النسبة إلى 26.5 بحلول عام 2030، وصار السوق الإسلامي سوقًا استهلاكيًا مهمًا في العالم كله، وينمو سوق السياحة الحلال بشكل أسرع من متوسط نمو السياحة العالمية، مما يجعله هدفًا وتوجهًا لمعظم البلدان التي تحرص على زيادة أعداد السياح.
 
ويبلغ متوسط ما ينفقه السائح خلال إجازته في سوق السياحة الحلال 1700 دولار وهو أكثر مما ينفقه السائح الأوروبي بـ 500 دولار.
 
ووفقًا لإحصاءات منظمة السياحة العالمية شكلت السياحة الحلال 9% من إجمالي قطاع السياحة عام 2010 وبلغت قيمتها نحو 90 مليار دولار، وفي عام 2011 زادت قيمتها لتصل إلى 126.1 مليار دولار، أي شكلت نسبة 12.3% من إجمالي دخل السياحة العالمية، ثم ارتفع هذا الرقم ليبلغ 140 مليار دولار عام 2013، أي 13% من إجمالي دخل السياحة العالمي، وتشير بعض التوقعات إلى نمو قيمة سوق السياحة الحلال بنسبة 5% سنويًا حتى عام 2020، لتصل إلى 192 مليار دولار، ولا يتضمن هذا الرقم الرحلات الدينية للحج والعمرة. 
ولا يزال هناك الكثير من الاستثمارات التي يجب إنفاقها من أجل ضمان نمو مستقر للخدمات والمرافق التي تقدم للسياح المسلمين، وأن تكون تلك الخدمات عالية الجودة، مع وضع ثقافة المسلمين وعاداتهم في الاعتبار. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى