نصائح ذهبية للعناية بالكليتين في رمضان

الرياض – محمد الجندي:

Fatal-kidney-disease

 

 تنشط التساؤلات الصحية المشروعة للتعرف على الطرق المثلى للتأقلم مع تغير النظام الغذائي المصاحب لشهر رمضان الكريم، لاسيما وأن ساعات الصيام الطويلة قد تساهم في الاستسلام لموائد الإفطار الدسمة التي لا تخلو من الأطعمة السكرية والحلويات بكافة أنواعها، وقد ينتهي الحال بتناول كميات كبيرة من الأطعمة التي تؤثر على وظائف الكلى. لذلك سنسلط الضوء اليوم على كيفية العناية بالكلى، العضو الفاعل والمتأثر بشدة مع طبيعة ما نتاوله من طعام أو شراب، خلال الشهر الفضيل.

ومن المعلوم أن الإكثار من الأطعمة يضر بالكلى التي تعتبر مصفاة الجسم الرئيسية كونها أداة التخلص من الفضلات وتنقية الدم. ومن المهم جداً رفع درجة الوعي عند عامة الناس بضرورة اتباع العادات الغذائية الصحية واتخاذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على الكلى في أفضل حال، خاصة وأن أنماط الغذاء غير الصحية تعتبر من أحد أسباب تزايد نسب المصابيين بالفشل الكلوي بين السعوديين.

يقول الدكتور علي الحربي، أخصائي أمراض الكلى والمدير الطبي لديافرم في المملكة، التي تعد إحدى المراكز الرائدة في تقديم الرعاية الطبية لمرضى الكلى والشريك الاستراتيجي لوزارة الصحة السعودية: “بعد 15ساعات صيام طويلة، يصعب على الصائم التحكم في اختياراته ورغباته أمام مائدة إفطار مليئة بما لذ وطاب، ولكن، لا نملك إلا أن نشدد على أهمية اتباع حمية متزنة تهدف في الأساس إلى تقليل كمية الدهون والأملاح في وجبتي الإفطار والسحور .”

وأضاف الدكتور علي : “أنصح الجميع بالاهتمام بصحة كليتيهم في شهر رمضان الكريم وأن لا يستهينوا بالأضرار التي تلحقها بعض الأطعمة بالكليتين. فأنا اليوم استقبل مرض كلى كانوا بالأمس القريب أصحاء ولكنهم اليوم يعانون من الفشل الكلوي لأنهم لم يدركوا الضرر الكبير الناجم عن الانغماس في ما لذ وطاب على سفرة الإفطار أو السحور. يجب علينا الاهتمام بالكلى لأنها تلعب دوراً حيوياً داخل أجسامنا ويجب أن لا نعرضها للخطر في شهر رمضان الكريم.”

وجبات صحية على مائدة الإفطار

تناول الوجبات المهمة لصحة الكلى لا يعني التوقف عن تناول الأطعمة التقليدية حيث ينصح الدكتور علي بتناول بعض التمرات المفيدة جداً في عملية تنظيم مستويات السكر في الدم بعد الصوم لساعات طويلة. حيث يساعد التمر على إحماء الجهاز الهضمي وتجهيز الجسم أكثر وجعله مهيئاً لاستقبال المزيد من الطعام. كما ينصح الدكتور علي بتناول كوباً من الماء بعد تناول التمر مباشرة.

وفي نفس السياق يقول الدكتور علي: “للحفاظ على مستويات صحة متكاملة للكلى، يجب تناول ثمان أكواب من الماء الفاتر موزعة خلال الفترة منا بين الفطور وحتى السحور، كما ينصح بإعطاء الجسم 10-20 دقيقة من أجل الهضم ثم إلحاق ذلك بوجبة خفيفة ومغذية مثل طبقك المفضل من الشوربة أو السلطة لأنها أطعمة غنية بالماء وسوف تمنع الجسم من الإصابة بالجفاف وتجعله مستعدا لاستقبال وجبات طعام دسمة. ينصح بتناول لحوم قليلة الدسم أو السمك الغني باوميغا-3 مع الأرز والخضروات كوجبة رئيسية لسد الجوع والمحافظة على صحة الكلى”.

وبعد التراويح يفضل عدم تناول أي حلويات واستبدال ذلك بالفواكه الغنية بالسوائل التي يعتبرها الأطباء وخبراء التغذية من أكثر الأغذية المفيدة لصحة الكلى، مثل البطيخ الأحمر والتوت والفراولة والعنب البري والعادي والتفاح والجريب فروت. حيث تساهم هذه الفواكه في منع الجفاف في الجسم حتى يحين وقت وجبة السحور. وعند الشعور بالشبع، ينصح بتناول شاي الأعشاب لمساعدة الجسم على التخلص من السموم والفضلات وتحسين الدورة الدموية في الجسم. كما ينصح بعدم افكثار في استهلاك الشاي لكي لا يتسبب في جفاف للجسم.

الاتزان والسوائل الكثيرة مهمة للسحور

قبل تناول وجبة السحور يجب أن يكون الجسم مهيئاً أيضاً،  لذا يفضل تناول وجبة متوازنة وصحية للمحافظة على مستوى السوائل في الجسم والشعور بالشبع وأمثلة ذلك البيض المسلوق وسلطة الفواكه أو قطعة من شريحة الجبنة البيضاء مع خبر التوست البر وكوباً من الزبادي.

وكقاعدة عامة ينصح بتناول الأطعمة الطازجة والصحية منخفضة الدهون والأملاح للتمتع بصحة مثالية للكلى . وينصح بعدم الإكثار من تناول الإغذية الصحية لأنها يمكن أن تضر بالجسم والكلى على وجه الخصوص، ويفضل الانتباه لكميات الأطعمة التي يتم تناولها ومضغ الطعام ببطء من أجل تجنب تناول كميات كبيرة منها.

وشدد الدكتور علي على أن اتباع النصائح المذكورة وأخذ الاحتياطات الواجبة مثل ممارسة التمارين اليومية واستشارة الطبيب، من شأنها ضمان تقليل مخاطر الإصابة بمرض الفشل الكلوي والمحافظة على صحة مثالية طوال الوقت.

ودعت “ديافرم”، التي تحرص على العناية بمرضى الكلى وتلبية احتياجاتهم وتقديم النصائح الصحية للمرضى والأصحاء على حد سواء، الجميع إلى اتباع النصائح المذكورة والتقيد بأسلوب حياة صحي وعادات غذائية مناسبة للتقليل بشكل كبير من مخاطر التعرض لأمراض خطيرة، على رأسها مرض الكلى المزمن. كما أكدت ديافرم على أن مركزها الجديد الذي تم افتتاحه في مكة المكرمة سيعمل على تسهيل الحياة على المعتمرين خلال الشهر الفضيل وكذلك الحجاج في الفترة القادمة، حيث تقديم الاستشارات الطبية العاجلة وكذلك تقديم العناية الطبية لمرضى الكلى دون تحمل مشقة التنقل خارج المدينة المقدسة للقيام بجلسات الغسيل التي قد تصل إلى ثلاث مرات إسبوعياً.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى