الأنظمة السعودية الجديدة لوثائق السفر والأحوال المدنية
تحقيق لأحلام وطن طموح
لازالت أصداء التعديلات التي أقرَّها مجلس الوزراء السعودي على أنظمة وثائق السفر، والأحوال المدنية، والعمل، والتأمينات الاجتماعية في الأوساط النسائية في السعودية والتي من شأنها تحقيق العدل وتعزيز تمكين المرأة السعودية ونيلها لحقوقها كاملة وذلك ضمن رؤية السعودية 2030.
نقلة نوعية
بدايةً، التقينا نورة بنت فيصل الشعبان، عضوة مجلس الشورى السعودي، التي تقدَّمت بخالص الشكر والتقدير والامتنان لولاة الأمر، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على النقلة النوعية في تمكين المرأة السعودية، خاصةً فيما يتعلق بالعمل، وقالت: «التعديلات التي طرأت على نظام وثائق السفر بمنح المرأة الحق في الحصول على جواز سفر، والسماح لها بقيادة سيارتها، وممارسة حقها الطبيعي في الحياة والتجارة والتنقل دون ابتزاز من أحدٍ، ومنع التمييز في التوظيف، وتعديل عمر التقاعد بالنسبة إليها ليصبح مثل الرجل، كل ذلك يثبت اهتمام قيادتنا بالمرأة التي تعد نصف المجتمع، إضافة إلى ذلك تمَّت مساواتها كأمٍّ بالأب في عدد من الحقوق ضمن نظام الخدمة المدنية، تحقيقاً للرؤية السعودية 2030 بإيجاد مجتمع حيوي، ووطن طموح.
وأضافت: «ختاماً، أدعو لوالدي بالرحمة، وأشكر أسرتي التي دعمتني دائماً في مسيرتي، ولم تضع أي عائق أمام سفري، أو عملي، وكما هو معروفٌ، كلما كان هناك دعم من الأسرة للمرأة، حققت النجاح في عملها ودراستها، وأسهمت في تقدم وطنها».
ثقة ولاة الأمر
فيما رأت الدكتورة معصومة العبد الرضا، عضوة المجلس البلدي في الأحساء والمستشار الأسري والاجتماعي والكاتبة، أن القرار الجديد يعبِّر عن ثقة قيادتنا الرشيدة بالمرأة السعودية، وقالت: «القرار امتدادٌ لسلسلة إصلاحات ومبادرات، تهدف إلى تعديل وتطوير اللوائح والقوانين الحكومية بما يتوافق مع المتطلبات والتحولات المجتمعية، فضلاً عما يقوله البيان: إنه يمثل فرصة للنساء لشغل مناصب عليا في الحكومة، بما في ذلك منصب النائب، ومساعد الوزير، والسفير، وهذا يؤكد ثقة ولاة الأمر بقدرات المرأة السعودية، ما جعلهم يمنحونها حقها في أن تكون مسؤولةً عن نفسها».
تمكين المجتمع
من جهتها، عبَّرت الدكتورة تهاني الدسيماني، الأكاديمية في جامعة الأمير سطام بالخرج، عن سعادتها بهذه القرارات، وعدَّتها تمكيناً للمجتمع ككل، وقالت: «جاءت قرارات مجلس الوزراء السعودي، داعمةً للمرأة السعودية، وشكَّلت نقلةً نوعية كبيرة في منحها الاستقلالية، وتمكينها في جميع أمور حياتها، إذ أن النظام يكفل لها الآن الحصول على جواز سفر بنفسها أسوةً بالرجل، كما يحق لها السفر بعد بلوغ سن 21 عاماً، إضافة إلى التبليغ عن مولودها بصفتها أمه، عكس الحال في الماضي، أيضاً يحق لها التبليغ عن حالات الوفاة بعد أن كان ذلك مقتصراً على الذكور البالغين 18 عاماً، كذلك بات من حقها طلب الحصول على سجل الأسرة من إدارة الأحوال المدنية، وأرى أن هذه القرارات وما سبقها مثل السماح لها بقيادة السيارة، وتعيينها في مناصب قيادية، سفيرةً ونائباً ووزيرةً ووكيل وزارة، تؤكد نهج القيادة السعودية، حفظها الله، بدعم تمكين المرأة، ومنحها كافة حقوقها حتى تصبح متساويةً مع الرجل في ذلك، وتحقيق العدل بينهما، ما يسهم في تعزيز مكانة المرأة ودورها في المجتمع، فالمرأة كما هو معروفٌ نصف المجتمع، وتمكينها تمكينٌ ودعم لأي مجتمع، لذا تسعى قيادتنا إلى النهوض بها للنهوض بالمجتمع ككل من خلال هذه القرارات المهمة التي بدأ صدورها فور إعلان رؤية 2030 بغية تقدم هذا الوطن المعطاء».
موقف محرج
وكشفت هدى العمر، فنانة تشكيلية، عن موقف صعب، تعرضت له قبل تطبيق القرار قائلةً: «حينما أردت السفر من مطار الملك خالد الدولي، تعرضت إلى موقف محرج، إذ نسي ابني تفعيل تصريح السماح لي بالسفر، فغضبت كثيراً بسبب هذا الموقف على الرغم من امتلاكي جواز سفر، لذا أرى أن هذا القرار عادل جداً، وأشكر القيادة السعودية التي تهتم بكل ما يخص المرأة، ولا أخفيكم، ضحكت من قلبي عندما قرأت الخبر بعد مغادرتي الرياض على الرغم من العذاب الذي واجهته حتى سافرت. هذا القرار منصف للمرأة السعودية، خاصةً أن هناك نساء أرامل، ومطلقات، أو لم يسبق لهن الزواج من قبل، ولا يوجد لديهن أولاد، ويكون الوالد قد توفي، ففي هذه الحالة ماذا ستفعل حتى تسافر؟ بالتالي أنا مع أن تكون المرأة ولية أمرها وأمر ابنها أيضاً، وأستند في ذلك إلى الشرع والمنطق».