جن إنتاج نتفلكس العربي الأول المثير للجدل

مسلسل جن jinn الاردني

منذ فترة لا تتعدى الشهرين أعلنت شبكة نتفلكس نيتها بدء تصوير جن jinn أول مسلسل عربي من إنتاجها، وتلقى الجميع هذا الخبر بحفاوة كبيرة، لأن إنتاج مسلسل من صناعة هذه الشركة السينمائية العملاقة سيكون إضافة كبيرة لصناعة السينما العربية.

ومنذ يومين أُطلق المسلسل وبدأت التقييمات وانهال على المسلسل سيلٌ من الانتقادات، حتى وصل الأمر إلى دار الإفتاء الأردنية التي أعلنت أن هذا المسلسل فاضح وبذيء ولا يمثل الثقافة الأردنية، وأعلنت الحكومة الأردنية مقاضاتها للهيئة الملكية للأفلام لمسؤوليتها على منح تسهيلات لتصوير الفيلم بالتعاون مع إقليم البتراء السياحي، وردت نتفلكس بدورها أنها لن تصمت على كل الإهانات الموجهة بحقها و”التنمر” بحق أبطال المسلسل.

قصة المسلسل

روي المسلسل المكون من خمس حلقات قصة مجموعة من الشباب في المدرسة ويقومون برحلة مدرسية إلى منطقة البتراء الأثرية، يظهر في الرحلة الجانب السيء للشباب في المدرسة وهو السُكر والجنس والتنمر بين بعضهم البعض، وبعدها يموت أحد طلاب المدرسة بحادثة غريبة، وبعد انتهاء الرحلة والعودة إلى بيوتهم تظهر أشياء جديدة للطلاب تؤكد لهم أن هناك شيئًا خارقًا للطبيعة وراء كل ما حدث، وهو الجن.

يختلف البعض ويتفق البعض الآخر على وجود الجن وتسببه في كل الخوارق التي تحدث، وتستمر الأحداث إلى أن تتكشف الحقائق ويعرفون ما هم بصدده وما عليهم فعله، إلى هنا الحديث جيد والقصة لطيفة، ولكن هل كان الإنتاج الفني بهذا الإقناع والقدرة على الإيصال؟

للأسف لا، جاء المسلسل الذي من المفترض أنه يعكس الثقافة العربية لكل متابعي نتفلكس حول العالم، سطحيًا وخاليًا من أي وجود للثقافة العربية الحقيقية، فكنا بصدد مشاهدة مسلسل أمريكي ناطق باللغة العربية، وكان الطلاب على النمط الأمريكي تمامًا يسبون ويقذفون ويمارسون الجنس، وكانت الأسر على هذه الشاكلة أيضًا، فهذا أب سكير لا يفارق الخمر يده وهذا أب منفلت يترك ابنته تفعل ما تشاء لأن أمها ميتة، وتلك المعلمة مفتعلة مثلهم ولم يُقدم أي شيء عن الحياة العربية كما هي في الواقع.

إن نظرنا للأمر بحيادية سنجد أن المشاهد الجنسية مثلها مثل أي فيلم عربي وليست حتى بجديدة على السينما العربية إنما الجديد فعلًا هو تداول ألفاظ نابية في الدراما العربية التي تراعي عدم خدش الحياء

هل أضافت نتفلكس شيئًا للمسلسل؟

شركة نتفلكس توسع من وجودها الإعلامي والفني وتصبح أكبر من مجرد قنوات لبث الأفلام، بل تصنع مسلسلات من إنتاجها تعكس الثقافات المتنوعة مثلما حدث مع مسلسل Dark الألماني ومسلسل la casa de papel الإسباني وغيرها، وتواصل أعمالها لإنتاج مسلسلات من كل ثقافات العالم منها الثقافة العربية، ولكنها لم تنجح هذه المرة في عكس صورة الثقافة العربية ولا شكلها الحقيقي، إذ اكتفت فقط بتصوير الحياة المدرسية للطلاب والتركيز الفوتوغرافي على منطقة البتراء، في مقابل لقطات بسيطة للشعب الأردني لا توضح بالضرورة من الأردنيين وما ثقافتهم، كما جاء الحوار ضعيفًا للغاية فهو أشبه بالسيناريو المترجم الذي لم يضف شيئًا أو حيوية على المسلسل.

هذا بجانب الممثلين الجدد الذين لا يمتلكون خبرة سينمائية كافية ليقوموا بهكذا عمل، ورغم كل العيوب كان التصوير السينمائي رائعًا للغاية، من يراه للمرة الأولى يعرف أنه تصوير غربي فخم، وقد كان له دور في بروز منطقة البتراء كمعلم سياحي مهم وجذاب في الأردن.

إلا أن إضافة نتفلكس الجديد على الدراما العربية، كانت في الألفاظ النابية داخل المسلسل، تمامًا كما يحدث في الدراما الأمريكية وهذا ما أثار ضجة ولغط بشأن “جن”.

هل يستحق المسلسل كل هذه الضجة؟

ربما كانت هذه من المرات القلائل التي يثير أحد مسلسلات نتفلكس ضجة سلبية وهجومًا كثيفًا بعد ساعات قليلة من عرضه، لما رآه المتابعون والنقاد منافٍ للأخلاق ويحتوي على مشاهد جنسية وخارجة، وإن نظرنا للأمر بحيادية سنجد أن تلك المشاهد مثلها مثل أي فيلم عربي وليست حتى بجديدة على السينما العربية، إنما الجديد فعلًا هو تداول ألفاظ نابية في الدراما العربية التي تراعي عدم خدش الحياء والذوق العام.

فضلاً عن الاختيار غير الموفق لطاقم الإخراج والتمثيل، فكان لكل مشاهد تقييمات سلبية بناءً على شيء مختلف، مما أجمع الغضب والفشل على هذا المسلسل، وبهذه الأخطاء لم توفق نتفلكس في إنتاجها العربي الأول، وما زال الصراع في بدايته بين الحكومة الأردنية وشركة نتفلكس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى