نساء يتناولن أطعمة ” الحظ ” بحثا عن السعادة
محاولة لرفع درجات الحظ وجلب السعادة؛ فإن بعض النساء السعوديات يقرنّ تناول أطعمة معينة بالحظ كحلول بديلة لمواجهة ضغوط الحياة، وذلك من خلال تناول أطعمة «السعادة»، المعروفة شعبياً بأطعمة «الحظ»؛ ليصبحن أكثر نجاحاً وحيوية عاطفياً ونفسياً واجتماعياً واقتصادياً. حول الدوافع والأسباب وما مدى تأثير الأمر على الحالة المزاجية والعلاقات الأسرية والاجتماعية بشكل عام
البداية كانت مع مريم آل عطية، معلمة، حيث قالت: «ما من شك أن الطعام يلعب دوراً كبيراً في تحسين الحالة النفسية، وهناك أطعمة تعطي شعوراً بالسعادة؛ حيث تساعد على إفراز ما يسمى بهرمون السعادة في الجسم»، ونوهتْ بأنه من واقع تجربتها؛ فإن أكثر هذه الأطعمة تأثيراً على مستوى الشعور بالسعادة، هي الشوكولاتة.
تمد بالطاقة والحيوية
وحول سؤال إن كانت الأطعمة ترتبط بالحظ؟ قالت أمل عبدالله، معلمة: أرفض ربط الأغذية بالحظ؛ فكله بمشيئة رب العالمين؛ مضيفة «بشكل عام أشعر بأن لبعض الأطعمة وقعاً خاصاً على النفس، مما يشعرها بالسعادة ويمدها بالطاقة والحيوية، وبالنسبة لي؛ فإن طريقة تقديم الطعام بصورة جذابة يُشعرني بالراحة ويخفف التوتر ويعطيني الطاقة والحيوية».
التفاحة ملكة الحظ
فيما تقول أم خالد، ربة منزل: أطعمة «الحظ» مهمة في رفع الحظ بالسعادة، سواء في الصحة البدنية أو النفسية أو الزوجية؛ مشيرة: ومن 50 عاماً وأنا مهتمة بأطعمة الحظ، ووجدت تأثيرها على صحة أولادي في مختلف الجوانب؛ فكنت أجبرهم منذ الصغر على أكل السلطة والفواكه بوضع مبشور من الشوكولاته أو الكاكاو للتزيين فينجذبون إليها؛ إضافة إلى التمر أو الزبيب والتين والزيتون والعنب، كما أنهم متعودون على أكل التفاحة يومياً، وأسميها «ملكة الحظ».
لها تأثير عصبي
يخالفها الرأي حسين علي، بقوله: لا يوجد دليل أو مصدر يمكن الاستناد عليه يُثبت وجود علاقة بين نوع الطعام الذي نتناوله والسعادة؛ لكن من جهة أخرى فإن لبعض الأطعمة والمشروبات تأثيراً على الجهاز العصبي؛ حيث تعمل على استرخاء الجسم، هذه المشروبات على سبيل المثال: الكركديه، الزعفران، النعناع، الشاي الأخضر، عصير البرتقال، وعصير الليمون.
حرص على تناولها
من جهتها، أكدت الدكتورة رسمية الربابي، الخبيرة والمستشارة في العلوم الإنسانية، على وجود علاقة وطيدة بين الشعور بالسعادة والطعام؛ حيث أوضحت أن حياة الكائنات، ومنها الإنسان، تعتمد على أربعة عناصر أساسية، وهي: الطعام، الماء، الهواء والطاقة الحيوية؛ مضيفةً: «إن الطاقة مرتبطة بمستوى السكر في الدم (الجلوكوز)؛ فعندما ينخفض مستواه، تنخفض طاقاتنا، وبالتالي نشعر بالتعب والإرهاق والميل إلى التوتر والعصبية».
ونوهت إلى أن أغلب الطاقة التي يحصل عليها الجسم من الغذاء، تأتي من الكربوهيدرات «النشويات والسكريات»، وتتولد هذه الطاقة بمساعدة المغذيات الدقيقة من الفيتامينات والمعادن، وخاصة فيتامينات «ب»، كما تمدنا البروتينات بالطاقة.
وقالت الربابي: «يعتقد الأطباء أن كل ما نشعر به من مشاعر تتحكم بأجسادنا، هي عبارة عن مجموعة من التفاعلات الكيميائية التي تنتج من الهرمونات التي يأمر المخ بإفرازها من غدد معينة داخل الجسم؛ لتعطينا هذه المشاعر من جوع وعطش إلى السعادة والوقوع في الحب، إلى الحزن والاكتئاب لا قدر الله».
التلوث يؤثر على سلوك الإنسان
كما أوضحت بأن المحرك الأساسي للسعادة هو الحب، وبأنهما نتاج عملية الموازنة بين العقل والقلب والجسد والروح، وأكدت الربابي على ضرورة اتباع نظام غذائي صحيح لتحقيق السعادة والنجاح في حياتنا؛ حيث إن النظام الغذائي غير المتوازن، وغير المشتمل على جميع العناصر الغذائية في الهرم الغذائي، يسبب الشعور بالتعب والإرهاق والملل، بالإضافة إلى الخمول، وأردفت بأن حدوث خلل في النظام الغذائي، كأن يرتكز على عناصر غذائية محددة دون الأخرى، يطلق عليه علمياً بالتلوث الطاقي من ناحية الغذاء، وهذا التلوث من شأنه أن يؤثر سلباً على سلوك الإنسان وعلى جميع أنشطته الحياتية، سواء في مجال العمل، أو مجال العلاقات الاجتماعية مع الآخرين؛ بل ويتعدى تأثيره حتى على العلاقة الحميمية بين الزوجين.
له دور بالشعور بالسعادة
كشفتْ مريم آل مطر، أخصائية التغذية العلاجية بمستشفى العيون التخصصي بالظهران، عن أن للغذاء الصحي المتوازن دوراً مهماً وفعّالاً في تعزيز عمل الجهاز العصبي، لاسيما المخ وتحسين أدائه، وهذا بدوره ينعكس إيجابياً على الصحة العامة للإنسان؛ فمتى ما أحسن الإنسان اختياره للغذاء المناسب؛ إضافة لبعض أنماط الحياة الصحية كالرياضة والاسترخاء والنوم الكافي والتعرض لأشعة الشمس المفيدة والبعد عن عوامل القلق والتوتر، تمتع بجسم سليم وعقل سليم، وبالتالي حياة سعيدة وهانئة.
وقالت آل مطر: «أغذية السعادة هي مجموعة من الأغذية التي تعمل على تحفيز وزيادة مستويات هرمونات السعادة في الجسم، وهي عادة تتركز في الأغذية الصحية الطبيعية الغنية بمضادات الأكسدة، والتي تحافظ على صحة الجسم وجميع أعضائه، وتعزز مناعته، ما ينعكس بشكل إيجابي على الصحة النفسية للإنسان».
توظيف للسعادة الزوجية
من جهته، قال الدكتور محمد العبدالقادر، أمين عام جمعية وئام للرعاية الأسرية، إن عوامل السعادة كثيرة، مثل: أشعة الشمس، والترفيه، والثقافة، والدخل المادي الجيد، وغيرها، إلا أنه حد من دور الطعام في تحقيق السعادة بقوله: «الطعام عنصر للحياة ضمن مزيج ليس أهمه الطعام»، أما فيما يتعلق بفاعلية دور الطعام في إنجاح العلاقة الزوجية، قال العبدالقادر: «الطعام وسيلة من الممكن أن توظف لتحقيق السعادة الزوجية، مثله مثل بقية الوسائل الأخرى كالعطور والزينة والأثاث» وأردف بأن تضييع حاجات الزوج ورغباته في الطعام كماً ونوعاً وتوقيتاً، من شأنه أن يورث أسباب الشقاء، ويساعد على نشوب الخلافات الزوجية.
فيما تقول الأخصائية النفسية منال بو خمسين، بأن السعادة حالة شعورية يشعر فيها الإنسان بالرضا والسلام الداخلي في النفس والهدوء والراحة، والإنسان جسد وروح؛ فلا يستطيع أن يحقق السعادة فقط بالروحانيات؛ فهو يحتاج للماديات أيضاً، وهو الطعام الذي يغذي أجسامنا؛ فمن الطبيعي أن يكون له الأثر في سعادتنا، وهنالك أطعمة متميزة في تغيير المزاج.
وأضافت: وبنظري فإن الشوكولاته والموز والكربوهيدرات بشكل عام، من المؤثرات جداً في تغيير المزاج، وعزت ذلك: لأنه يكون هناك نقص في الجسم؛ فيحصل الحزن أو الضيق؛ فأكله يعيد التوازن في الجسم.
السعادة من وجهة نظرى تكمن فى طاعة الله والابتعاد عن المعاصى
الاكل هو سر السعادة