تأهيل 40 مرشداً سياحياً للعمل بالمدينة المنورة
المدينة المنورة – كل الناس:
بمشاركة 20 شاباً و20 فتاة أطلقت جامعة طيبة ممثلة بعمادة شؤون الطلاب مبادرة “أثر” والتي يقدمها مجموعة من الطلاب المبادرين بشراكة استراتيجية مع مؤسسة سالم بن محفوظ الخيرية ضمن برنامج روافد ترجم أفكارك بموسمه الثاني.
وتهدف المبادرة إلى تعريف شباب وبنات المدينة المنورة بالآثار النبوية، وتأهيلهم على ممارسة مهنة الإرشاد السياحي، وإعداد مواد تثقيفية عن الأثار تناسب أعمار المستفيدين من أبناء المدينة المنورة والمتراوحة أعمارهم من 18 وحتى 25 عاماً، وذلك بتقديم سلسلة من الدورات تقام بشكل أسبوعي ويقدمها مجموعة من المتخصصين والأكاديميين في المجال، يضاف إليها بعض الجولات الميدانية.
وأوضح وكيل عميد شؤون الطلاب بجامعة طيبة الدكتور عبدالرحمن الحربي بأن فريق العمل من الطلاب قام بدمج المحاضرات النظرية بالجولات الميدانية والمواد التثقيفية المعدة مسبقاً حتى يكون الناتج العام للمبادرة أكثر تأثيراً، مبيناً مبادرة “أثر” بشراكة استراتيجية مع مؤسسة سالم بن محفوظ الخيرية تعكس الحاجة اليوم إلى الكثير من المرشدين السياحيين من أبناء المدينة ليقدموا لزوار المدينة كل ما يحتاجونه من معرفة حول آثارها و أخبارها الماضية لما تحتويه المدينة من مركزية لمختلف أصقاع العالم الإسلامي في عصرنا الحالي والماضي.
فيما استعرض مشرف المتدربين في الفعالية هاشم التركي الأسباب وراء تنظيم هذه الفعالية، مبيناً بأن شباب وشابات المدينة المنورة بحاجة إلى صناعة وإنتاج فكري لتعريفهم بمدينتهم، وتم تنظيم هذه الفعالية من خلال الأكاديميين المتخصصين في تاريخ المدينة.
وأقام المبادرون أربع محاضرات عن آثار المدينة المنورة للمتدربين , بالإضافة إلى جولة ميدانية على معظم الآثار ، وقد كانت المحاضرة الأولى عن تاريخ المدينة المنورة حديثاً و قديماً مع الأستاذ عبد الله العباسي , و محاضرة عن المساجد مع الأستاذ عبد الرحمن الصافي , و محاضرة عن معالم المسجد النبوي مع الدكتور محمد خوجة , و محاضرة عن الجبال و الآبار و الأودية و الحرار مع الأستاذ الدكتور احمد الشعبي .
و عبرت مسؤولة المبادرة الطالبة هديل الشيخ عن قيام “اثر” هو الطفرة الثقافية لدى الشباب المديني بعدم معرفة الآثار و المعالم النبوية مع وجود الرغبة القوية لديهم ليعرفوا عنها اكثر , و ما نسعى الى تحقيقه بإذن الله ان نعد مجموعة من الشباب المديني يملك الشغف لمعرفة تاريخ المدينة و اثارها متمكن من التعريف بها ”
فيما عبرت المتدربة الطالبة مرام تركستاني بقولها: “لكوننا سيدات لا نستطيع أن نمارس مهنة الإرشاد الأكاديمي، لكن بعد الدورة فتحت لنا الكثير من الآفاق، ومنها إننا نعلم صغار السن أو نكون أكاديميات ومتخصصات في تاريخ المدينة وذلك من خلال الكتب والمراجع المهمة والتي قدمت لنا في البرنامج، ونستطيع أن نشارك في صناعة محتوى مرئي من وثائقيات وغيره عن تاريخ المدينة المنورة، ونشكر المبادرون على هذه الحملة التي أضافت لنا الكثير”
وأضاف أحد المستفيدين من الحملة قائلاً: “في الحقيقة، قلّ الاهتمام بشكل كبير بين المواطنين بتاريخ المدينة المنورة، وما يؤلم أكثر هو رؤيتك لأكاديميين في مجالات مختلفة لا يعرفون أبسط الأمور عن تاريخ المدينة المنورة التي عاشوا فيها، ولكن تجدهم يفقهون الكثير في فنونهم، ولهذا من الجيد أن تُقام حملات توعوية تُعرف أهل المدينة بتاريخها، ومكانتها ”
وفي تعليق للمحاضر في السيرة النبوية عبدالرحمن صافي قال فيه “من المبهج والمفرح للقلب كون شباب وبنات المدينة المنورة يسعوا إلى فهم ومعرفة العيش في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم – والتي ارتبطت بالمدينة المنورة- وذلك من خلال آثاره ومعالمه، ويكون لهم منها مقصد سامي في التعريف والتبليغ عن رسول الله ومدينة رسول الله من خلال هذه الآثار، وأسأل الله تعالي أن يوفقهم”
وأضاف الدكتور ضياء عطار قائلاً “جميع مؤرخي المدينة كتبوا عن المساجد التي صلى فيها النبي ولكنها لم تكن مستقلة في كتاب خاص، وإنما وردت في فصول معينة في كتبهم، فأحببت أن استقل بكتاب يتحدث عن المساجد التي تعطرت بأنفاس النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فكانت مادة مناسبة نقدمها للشباب والشابات في الدورة، ويكون مرجع لهم بعد المحاضرة”.