الصالون المظلوم

لا يزال زواج الصالونات يشغل مساحة كريهة بين عقول الشباب فى أيامنا هذة , حيث يكون هو الخصم للزواج عن حب و يتم تشبيهه بالصفقات و المراسم الميتة و أنانية الآباء و الأمهات الغير مهتمين بمشاعر الأبناء المحبين للرومانسية و الصداقة مع الجنس الأخر .
و هذا و لا شك قد يكون حقيقياً و يحدث فى بعض الأوقات لكن ليس بالضرورة أن كل إنسان يذهب ليرى شريك أو شريكة للحياة عن طريق أقاربه سىء النية أو غبى الفهم , دون مشاعر تستحق الإحترام.
هم فى نهاية الأمر بشر و لديهم مشاعر و مشاكل و أمور عدة جاءت بهم إلى سوق عرض الأزواج و الزوجات.

كم من الناس ببساطة ليست لديهم أوقات من الفراغ كافية ليعرفوا أناس جدد و أيضاً كم منا ليست لديهم شجاعة كافية ليتكلموا فى تلك الأمور مع ناس غريبين . و كثر منكم يعرفون مدى الخوف البعض من الرفض و النقد و ما قد يحدث لهم من ضرر نفسى إذا جرحوا عاطفياً أو مستهم أى كلمة بسوء , و لا مكان هنا لمناقشة ضعف ثقتهم و هشاشتهم النفسية و طفولتهم المأسوية أو عدم قدرتهم على التكييف , لكنها نماذج من الحياة تعيش وسطنا تعيش و تتنفس و لديها ما تحتاجه من الحياة و هذا سيظل ضمن حقوقهم المشروعة و المعترف بها.

و هذا الحاجز النفسى بين الشباب من الأعمار 20 – 30 قد ساهم فيه بشكل كبير الأهل و المشرفين على العملية سواء كان الأمر مكتب للزواج أو خاطبة غير رسمية. هناك بعض الناس قد يصفون الفتاة وصف مفسر على مرآى و مسمع العديد و يكون حديث جماعى إليكترونى أو وجهاً لوجه .

فيصفوها بصيغ , طولها 165 , عرض وسطها 70, ممتلئة من الردفين قليلاً كأنها فى سوق الجوارى , كما يوجد إبداء لمعلومات شخصية غير مفيدة لأحد و تعتبر من الغيبة و النميمة مثل أنها كسولة و تحب المسلسلات التركى أو رفضت أن تذهب لعمل ما لأن مديرها غازلها . هذة ليست من أخلاق زواج الصالونات , الرجل أيضاً قد يقع عليه أى سخرية فى غير مكانها و عدة أحاديث أيضاً خاصة أو تدخل فى تعديل شىء عليه و إشتراطه بأسلوب غير لبق و غيرها و غيرها .
و المقصود هنا أن عيوب الناس ليست مرتبطة بالمكان أو الطريقة هل هو زواج فى صالون أو صالة , الأخلاق لو كانت جيدة ستعيش فى أية مكان و القبول الحقيقى لا يعرف طريقة أو مكان.

و بالضرورة هنا سيتم تطبيق نفس المنطق على زواج الحب منعاً لإزدواجية المعايير , الكاذب و هو على كرسى المقهى لن يؤدبه كرسى الصالون الكاذب كاذب فى أى مكان ليس معنى أن شاب أو شابة أحب أحد و واعده أنه غير موثوق مثل معارف المقربون. هو برىء حتى تثبت إدانته , نعم الأكبر سناً من أهل أحد من الطرفين قد مر بتجارب أكثر و يمكنه أن يكشف كاذباً أو كاذبة لا بأس , لكن لا داعى للمبالغة فى هذة النظرية , حتى إن تعذر عليه الأمر و وقعت الواقعة و فشلت الزيجة , فيفقدوا كأسرة الثقة فى كبيرهم ملقون بجبال ثقيلة من اللوم عليه , اللوم لن يفيد أى أحد و أظن أن كثيراً منكم سيتفقون معى فى هذة المسألة . فى النهاية من منا يعلم الغيب؟

نعلم جميعاً أنه لاعيب فى أن تنكح المرأة لمالها و جمالها و حسبها و دينها و الرجل بالمثل , لكن هل يمكننا سماع الحقيقة من الطرف الآخر بصدر رحب دون مجاملات و كذب أبيض و إخفاء ما يهمنا تحت بند الإحراج أو التجميل هل نحن بالفعل لدينا ما يكفى من الصدق مع الآخر لنشترط ما نمليه عليه؟.

إذا كان هناك قلة لديهم مستوى عال من الصدق و الحكمة و الصراحة , هؤلاء لا داع لأية نصائح تعرضها عليهم و هم بالتأكيد سيختاروا العدل و الإنصاف مع أى شخص سواء كان صالونى أو من أهل العشق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى