المرايا : أنا المتألقة .. هالة

سلسلة المرايا

أسمى هالة ،يقولون  عنى واثقة من نفسي و عندي قبول منذ  الصغر ، حتى لا أصل للفشل استطعت التركيز على أهدافي جيداً ،أو بمعنى أصح ،الفشل مفهوم ليس له ملامح ولا أستطيع تخيله  ..الفشل والسكون يعنى الموت “تقدروا تقولوا اني بخاف من عفريت اسمه الفشل 

 فشل في علاقات ،فشل في أهداف،فشل مع نفسي . كلها أشكال للفشل.

 

طول عمرى يجذبنى كل ما هو نفيس في الحياة ، طفولتي كانت كلها محاولات إثبات صحة  توقعات من حولي عني .. “هالة شاطرة ،يبقى لازم اثبت انى شاطرة بكل الطرق ، بابا وماما حاولوا يقنعوني أن مفيش حاجة مقدرش اعملها ، كنت بطلة حياتهم ، النجمة اللي في السما ، عشان كدة كنت دايماً بثبت لهم إن توقعاتهم عنى صح مهما دا كلفني إني أكون حد تاني غير نفسي ، أو أتقمص شخصية غير شخصيتي”

حقيقةً ، مرة في مرة بدأت أتقن هذا الأسلوب ، طريقة لبس الوشوش أو لعب الأدوار وخاصة أدوار الناجحين اللي الكبار عايزين يشوفوها فيا، أقوم بالأدوار خالية من المشاعر ..

 

الرسالة التي  كانت تصلني منهم في طفولتي ، أني لن أكن محبوبة  إلا عندما يروني بالشكل الذي يريدون ، وإن قيمتي ليست في حقيقتي ، إنما في إنجازاتي.

“تعرفوا إنى أوقات كتير كنت بكره أروح أي زيارة أو مناسبة ،ومكنتش بروح فعلاً ، لأنى  كنت بخاف لو رحت مش هكون النجمة الأولى فبالتالي اعتذر عن الذهاب”

 

كبرت وبدأت أبحث عن قلبي ،هذا القلب الذي  فصلته تماما عن أفعالي في فترات ضعفي ،مع ان المفروض مشاعرى هي المحرك الأقوى لي ، لكني تربيت أن أفصل هذه المشاعر وانا بتعامل مع من حولي حتى أستطيع التأقلم مع كل الأوضاع التى  تُفرض عليً ..فأصبحت ذات القلب الفارغ 

 

كنت أرى نفسي متألقة فقط  وأنا أنجز اثناء الجرى إلى القمة ، هدفي هو القمة  ، من قمة إلى الأخرى ، لا يسبقني إليها أحد ، لكنى تعبت 

من هذا الجرى بل الركض المستمر .

 

عندما تواصلت مع كينونتي الحقيقية إكتشفت أن جوهر حقيقتي هو المصداقية  وفي قبول الضعف الإنساني .

اكتشفت أنى أكون واثقة من نفسي بشكل أكبر عندما تعلمت أنى لست المسؤولة عن فعل كل شئ 

 

المنافسة.. كانت من أسوأ ما مررت به في إحدى مراحل حياتي 

كل علاقاتي كانت قائمة بشكل بشع على التنافس ، لذلك كنت أتنازل عن احتياجات عدة في سبيل المنفعة التي ستعود علي ، ألا وهى النجومية .. فأصابني” الزهو ” 

 

التمثيل..  كنت أقوم به على أكمل وجه ، أي دور مطلوب مني أقوم به ، لدرجة أن نفسي تاهت منى ” نسيت نفسي ونسيت عايزة ايه و ايه اللي أقدر أعمله وايه لأ” 

 

يحبني الناس من أجل “شطارتي”  من الذي يحب “هالة” فقط ؟ التفت حولي فلا أجد. 

تمنيت يوماً  الصياح كي أقول ” أنا مش شاطرة و مش نجمة ومش قوية …أنا هالة بس ”  ذلك الإنسان الضعيف ، الصادق ،لا أخشى الفشل ..لكن أخشى انحسار الأضواء عنى . 

 

كم أتمنى  الجلوس في سكون و خلوة والتأمل في الكون و نفسي ..دون سبب ودون هدف .

 

*ممكن  تقبلوني في وقت ضعفى ؟ وفشلي؟ 

اسمحوا لي بالفشل 

ولو لمرة واحدة ، وافصلوا بين هالة وبين إنجازاتها .

*أنا لست إنجازاتي ، أنا إنسان ، وامتلك القدرة على دعمك و مساعدتك كي تنجح ، لن أخشى منافستك ولن أُزاحمك في نجاحك .. 

“مش هسرق اللقطة منك ” لأني في حقيقة الأمر أحب نجاح الناس .

*واسمحوا لي أن أُظهر مشاعرى ، تواصلوا  معها ، قد تجدوني أحياناً غير متصلة معكم ولكن التواصل بالمشاعر يعيدني إلى  حقيقتى ..

الي المصداقية والأمل حيث الإيمان أنه يمكنك تقديري لما أنا عليه بدلاً من ما أقوم به أو أنجزه 

 

كانت معكم هالة  “ذات القلب الحقيقي”


المقال الأول : المرايا

المقال الثاني : انا الساعي للكمال

المقال الثالث : أنا حبيبة الملايين


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى