المرايا : أنا حبيبة الملايين

سلسلة المرايا

يقولون عنى القلب الكبير ،صديقة الجميع، جعلوني شمعة تحترق من أجل الآخرين.

أنا طفولتي كانت كلها خوف من ألا يحبني أحد، فكنت أعطى كثيرًا حتى أتلقى الحب والاهتمام ، لم أكن أعرف أنه كان بإمكاني طلب الاهتمام عادي وهذا ليس عيباً ولا ممنوعا ولن يقلل من شأني..

اعتدت منذ طفولتي أن ألفت انتباه أهلى بالضعف والبكاء و أحيانًا المرض ، فهم يهتمون أكثر بأختى المريضة و لا يلتفتون إلى ولا إلى قدراتي المميزة ، كنت أتسوّل منهم الاهتمام والحب فكنت لا أستطيع أن أقول” لا”  لأي طلب.

لأنى لا أستطيع أن أفكر في نفسي ولا أهتم بنفسي فالناس عندي أهم من نفسي و نسيت احتياجاتي في ظل تلبية احتياجاتهم فتاهت نفسي . 

عندما أقدم للناس الهدايا أدّعى أني لا أنتظر المقابل ولكن في الحقيقة ،أتمنى بينى وبين نفسي أنهم يظهروا تقديرهم لكرمى . 

أردد لنفسي دائماً ، أنتِ لا شئ بدون الآخرين ، يجب أن تكوني انت مصدر العطاء الوحيد لكل من حولك، لا تعتمدي على أحد ولا تطلبي مساعدة من أحد ، حتى لا تكونى ثقيلة على الناس ..اياكِ أن  تهتمى بنفسك فهذه أنانية .. 

ضميري وصوتي الداخلي دائما يرددان ، انت على ما يرام طالما الناس بيحبوكى ويتقبلو كي ، لا تكوني أنانية فيزهدوا  فيكى .

خوفي الكبير من أن يراني الناس أنانية ، أنا أحب الناس كثيراً ولكنهم 

يستغلوني، ويستغلون حبي للمساعدة ، وأخاف أن أفقد هذا الحب ، فأقبل بالاستغلال حتى لا أفقد حبهم لي ..

فتحولت في أسوأ حالاتي إلى متملقة أحياناً، وإذا أصابني الحزن أصير منانة ، وشعور الضحية دائما يتملكنى ، فأنا ضحية و لا أحد يهتم بي ..

يصيبني المرض كثيراً ، وأكبت مشاعرى الحقيقية أكثر ، صرت وحيدة حتى في ظل وجود كل الناس حولى … وحيدة رغم كل ذلك ؟ 

ان كبت مشاعرى بارادتى أوقعنى في فخ التباهي ، التباهي بما أقدمه للناس من وقت و مال ومجهود واهتمام ! 

فعند انفجارى  وثورتي للتعبير عن غضبي المكبوت في الوقت الضائع، يضيع كل شئ بالمنّ و التباهي فأفقد كل ما كنت أخشى أن أفقده 

أنا المساعد ، ساعدوني 

عبروا لي عن حبكم الغير مشروط ، فأنا تعودت ‏ على العطاء بشرط أن اتلقى الحب والاهتمام .. شجعونى أهتم بنفسي ، لا تتركونى وحيدة إذا لم تجدوا منى مساعدة ، ادعمونى  وامنحوا لي بعضاً من وقتكم ، اسمحوا لي أن أختلى بنفسي ولكن لا تنسونى ، أنا أخشى الوحدة ..

أنا جناينى القلوب ، عندي حديقة أزهار ، أرعاها جيداً بحب واهتمام ، وفجأه أنظر تحت قدمى ، واكتشف  انى أدوس بقدمى‏ على زهرة جميلة ؛ ماتت ، هذه الزهرة هي قلبي ، مات قلبي و أنا أراعي قلوب الناس .. 


المقال الأول : المرايا

المقال الثاني : انا الساعي للكمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى