الزوجة ذو الوجه الشاحب
من حوالي سبع سنوات، كنت في محاضرة عن الحياة الزوجية و الاسرية ، و في آخر المحاضرة فيه وقت مخصص للأسئلة، المدربة سايباه للي يحب يسأل…لقيت ست سنها غالبا آواخر التلاتين و لكن شكلها يدّي خمسينات…وشها لونه شاحب و دبلان، باين عليها التعب و الإرهاق و شيل الهم و عينيها فيها حزن ممزوج بغضب و جواها كلام كتير…
السؤال بتاعها كان: ” أنا خلاص تعبت و مش عارفة أعمل ايه….أنا بعمل كل حاجة لأولادي و زوجي…بطبخ و أنضف، و أوصّل، و أصّلح، و أذاكرلهم، أجيب طلبات، و…و…الي آخره
و في الاخر مبقاش عاجب حد…اللي حواليا معتبرين ان ده حق من حقوقهم و اني مينفعش أتعب و لو وَقفت حاجة من اللي كنت بعملها عشان تعبانة، يلوموا عليا و يعتبروني مقصرة في واجباتي و بتدلع…محدش حاسس بيا….و مبقتش فارقة مع حد…أنا حاسة إني وحيدة و بقيت دلوقتي خايفة لو جرالي حاجة محدش فيهم حيسأل فيا…أنا حقيقي خلاص تعبت و مش عارفة أعمل ايه! “
كانت بتتكلم بحزن، بتلوم زوجها و أولادها ان محدش مهتم بيها ، مع انها كانت بتعمل كل حاجة عشان توفر عليهم وقت للحاجات التانية و تسهلهم حياتهم!
المدربة كان ردها صادم: “انتي اللي عملتي كدة في نفسك و باختيارك…و الحل: انك تبتدي توزعي المسئوليات واحدة واحدة عليهم و تخففي عن نفسك و تهتمي بنفسك شوية…اعملي حاجة بتحبيها …و اوعي تفضلي ساكتة و شايلة الهموم دي لوحدك، لان في ناس كتير مع الوقت و من كتر التراكمات اللي شايلاها جواها و لوحدها لمدة سنين وقعت فعلا بقت منهكة و صحتها في النازل، و مع الاسف فيه اللي بتوصل لدرجة ان يحصلها تغيير في كيميا المخ…و تبتدي تدخل في دوامة أمراض نفسية و جسدية…و ساعتها محدش حينفعها…انتي أكتر حد ممكن تساعدي نفسك…خدي القرار ده من دلوقتي..انتي كدة بتضحي بنفسك عشانهم و محدش حاسس بيكي لأنهم بقوا معتبرينه واجب عليكي و حق ليهم..” تم
من واقع تعاملاتي مع سيدات كتير بقيت تقريبا بسمع و اشوف القصة دي باستمرار
أنا حابة من خلال المقالة دي أوجه بعض الرسائل…
عريزي الزوج: راعي ربنا في مراتك، حس بيها و ادعمها
اسمعها! اسمع احتياجاتها…احضنها…طبطب عليها…ده لوحده كافي انه يديها الطاقة اللي تكمل بيها…
ركز في ملامحها كويس، لما تلاقيها تعبانة، خفف عنها الحِمل و شيل معاها …وزعوا المسئوليات ما بينكم…
ساعدها تحافظ على أنوثتها و حيويتها و جمال روحها بإنك تحس بيها و تساندها، اعملها مفاجأت كل فترة، اعرف هي بتحب ايه…هات لها شوكولاتة يا ابراهيم 🙂
كل فترة اقضوا وقت سوا بس بجودة حقيقية مش كل واحد قدام موبايله
سافروا سوا لوحدكوا….صدقني ساعتها حتلاقيها بتدي من قلبها لما انت كمان تديها من وقتك…
كن قدوة جيدة لأولادك و مراتك حتقدرك أوى و حتشيلك في عنيها و زي ما انت عارف زوجة سعيدة يعني بيت سعيد و حياة سعيدة…
رسالة للابناء: لو عارفين تقرأوا الكلام ده يبقى انتو كبار بما فيه الكفاية انكو تتحملوا المسئولية و تشيلوا شوية مع ماما و بابا…التعاون هو اللي بيدي معنى لكلمة أسرة…تقسيم المسئوليات عليكم ، مهارة حياتية حتفرق في حياتكم و حتديكم ثقة أكتر في نفسكم و حتساعد على إحساسكم بالاستقلالية
و حتحسن علاقتكم بأسرتكم و حتساعدكم في بر أهلكم
الرسالة الأخيرة للزوجة
عزيزتي الزوجة: أولا بلاش تصعب عليكي نفسك بعد المقال ده 🙂 وابدأي خدي خطوات تدريجية و بالراحة…
اهتمي بنفسك ، شوفي انتي بتحبي ايه و اعمليه
متحمليش نفسك فوق طاقتها…ادي فرصة لبقية أسرتك يساعدوكي و اصبري عليهم
خصصي لنفسك مرة كل أسبوع تاخدي بريك و تدلعي نفسك
وزعي المهام المنزلية على كل فرد في العيلة، مش صعبة انتي المفروض مديرة المنزل؟
افتكري دايما ان في أي شركة مدير المشروع بيشرف و يوزع الأدوار مش بيعمل كل حاجة بنفسه
متطلعيش ابنك بيهرب من المسئوليات ، و بنتك بتعيط منها…صدقيني ده مؤذي ليكم كلكم
و متحسيش بتأنيب ضمير لو عملتي كدة، لأنك لما تهتمي بنفسك حتعرفي تهتمي باللي حواليكي وتديهمو تسعديهم أكتر…و بجودة أعلى
متستنيش الاهتمام من اللي حواليكي عشات تبقي مبسوطة
كتير بيقولوا ان لما الزوجة عينيها بتلمع لما تكون سعيدة بسبب حب زوجها ليها ، ده ممكن فعلا بس عينيكي حتلمع أكتر بكتير لو انت بتحبي نفسك كفاية و عارفة انك تستحقي تكوني سعيدة
متخلطيش كل مسئولياتك و أدوارك ببعض…انتي ست و زوجة و ابنة و أم
افهمي أدوارك صح و اعرفي انك انتي المسئولة عن قراراتك و حياتك و عن سعادتك…و اتعلمي الدرس من الزوجة ذو الوجه الشاحب
دمتم بعافية و سعادة